التثاؤب لايقود دائما الى النوم

فتح الفم بقصد التثاؤب حالة تكون لاارادية في معظم الاحيان الا انها منفرة
اذا لم يتم تداركها بوضع اليد على الفم او الابتعاد قليلا عن الاخرين كنوع من اللياقة الاجتماعية المطلوبة بخاصة بين الاناث ..وهذا ما يؤنب دائما على عدم فعله معظم الصغار...
لماذا تتثاءب ؟ شعرت بالتعب واردت ان تنام ...حضرت محاضرة طويلة ولم تعد تركز جيدا..كنت في مجلس احتكر فيه احد الاشخاص الحديث وكان مملا بحيث لم تعد قادرا على المتابعة ) ..اسئلة وضعها معالج نفسي لعدد من الاشخاص يشكون من كثرة التثاؤب فيما حملت الاجابات معاناة غير متوقعة...نتثاءب هروبا من الواقع ..رغبة في هدنة نلتقط من خلالها انفاسنا ..او مهلة للتريث قبل اتخاذ قرار ما ..او ربما لانها عادة توارثناها من الاباء والاجداد..او.
حركة صغيرة. تطرد الهواء الملوث من الرئتين..هكذا فسرها ابو الطب ابقراط في القرن الرابع قبل الميلاد ، وتعتبر احد ردود الفعل الفطرية الاكثر شيوعا قياسا ب التمطي ، التنهد، العطس والتجشؤ، .
تجمع بين الصحي والاجتماعي بهذا المدخل يتحدث اخصائي الامراض الصدرية د.عبد الرحمن عناني حول حالة لاتتعدى اخراج الهواء الزائد بحالات الاجهاد والنعاس ..الا انهاقد تكون مؤشرا للعديد من المتاعب الجسدية والنفسية ..و يتثاءب الانسان الطبيعي بمعدل 4مرات يوميا وفي الفترة التي تسبق النوم ، و ما تجاوز ذلك وبخاصة في العمل او اثناء الصلاة او في محاضرة مثلا يشير الى حالة من عدم الاستقرار يعيشها الشخص .. ويزيد التثاؤب في حالات الملل والاحباط والقلق والارق التي يعانى منها البعض وتؤدي لنعاس شديد تتم مقاومته بالتثاؤب ..وقد يقود لعزلة اجتماعية هربا من سخرية البعض وتعليقاتهم اللاذعة بسبب تكرار هذه النوبة التنفسية ..
يضيف د.العناني : التركيز الذهني الذي تتطلبه الحياة العصرية يزيد من حالات التثاؤب حيث يكثر بين الاشخاص الذين تقتضي طبيعة عملهم الجلوس الطويل مثل موظفي المكاتب ومن يجلسون امام الكمبيوترات .. فيما تقل هذه الحالة عند الاشخاص الذين يعتمدون على الجهد العضلي اكثر.ويكثر التثاؤب في الفصول التي تقل فيها اشعة الشمس ويشعر الناس باحباط وخمول وهو مايعرف بالغرب ب ( November blues) او اكتئاب نوفمبر غير ان وضع برنامج صحي تنتظم من خلاله اوقات الاستيقاظ والنوم ، بالاضافة الى تعزيز الثقة بالنفس واعطاء الحوافز وممارسة الانشطة البدينة المختلفة للمحافظة على الرشاقة تفيد في 90% من الحالات التي يعاني اصحابها من تثاؤب مزعج ..
برغم ارتباطه بالنعاس لكنه ليس دائما الطريق الى النوم ..كما يعترف زوج ..يجد بالتثاؤب .. افضل وسيلة للهروب. ..اعود متعبا في المساء ..ارغب في الاسترخاء ونيل قسط من الراحة ..كثيرا ما تطالعني زوجتي بشكوى من مسؤوليات البيت والابناء ..اتثاءب حتى تشعر بانني غير قادر على سماع المزيد ..فتشفق علي وتدعو الصغار للهدوء كي ارتاح قبل ان اذهب الى السرير...
ويقول مازن 33عاما عملي يحتاج لدقة استثنائية ..حيث اقوم بصيانة اجهزة الكترونية..ومابين الساعة الرابعة والسادسة مساء اصاب بنوبات من التثاؤب تخجلني امام الاخرين ..لااجد لها تفسيرا الا بسبب الارهاق وعدم الحصول على وقت كاف للنوم مما يجعلني في حالة من النعاس..كل يوم ..وعندما اعود للمنزل تنتهي الحالة تماما ..
ويتسبب التثاؤب بحرج الكبيرل معتصم 28عاما .. ....لا اذكر انني من هؤلاء الاشخاص الذين يتثاءبون بكثرة ..لكن عندما التحقت بالجامعة دراسة مسائية بالاضافة الى عملي في الصباح اصبحت نوبات التثاؤب تسبب لي ازعاجا وسط تعليقات ساخرة وشكوى من الزملاء الذين يصابون بعدوى التثاوب ..
واظهرت دراسة بريطانية بان عدوى التثاؤب لاتدل على الملل بل تشير الى شخصية متعاطفة ومندمجة اجتماعيا ومحبة لمساعدة الاخرين وهو تصرف مثير للاهتمام يجب ان ينظر اليه بجدية.
وما بين الهرب من متاعب الاسرة او الحاجة الى قسط وافر من الراحة وسط ظروف صعبة تستنفر قوى الفرد..ينظر البعض الى التثاؤب باعتباره فرصة يمكن من خلالها معاينة كثير من الامور على الواقع..او اعلانا غير مباشر للاخفاق والفشل.بحسب احد الظرفاء ويقول (تستطيع الحكم على نجاح اي محاضرة ليس من خلال استقطابها لنسبة كبيرة من الحضور.. بل من خلال قلة عدد المتثائبين فيها.. احيانا يكون الموضوع شيقا للغاية لكن المحاضر يفتقر لذلك الاسلوب الذي يجلب الانتباه والمتابعة وفي احيان كثيرة يحدث العكس ..) اما الحملة الجديدة لتحسين صورة سيارات الاجرة في مدينة شنجهاي الصينية ..فكانت بصدور قانون يحظر التثاؤب على سائقي سيارات الاجرة ولقي تعاطفا فيما اعتبره كثيرون بالغ القسوة مقابل اجر قليل نسبيا ودوام يمتد الى 24 ساعة.
وفيما يحذر متخصصون بان التثاؤب الطويل المتوحش قد يؤدي الى نتائج خطيرة كماحدث مع مواطن بريطاني في الرابعة والثلاثين من عمره حيث علق فكه واحتاج لتدخل جراحي استغرق اربع ساعات كامله لاعادته الى مكانه.
تؤكد دراسة حديثة بان التثاؤب المعتدل يحسن من القدرات الذهنية حيث يجعل الجسم في حالة استيقاظ بعكس مايعرف بانه يلفت الى قلة النوم او الضيق من شيء ما في الحياة ، او انه وسيلة تحضيرية تدفع الجسم للعمل على تغييرنظامه بدليل ان الرياضيين والموسيقيين يتثاءبون قبل ان يبدأوا اعمالهم .